Header Ads Widget

مساحة اعلانية

الإمام علي بن محمد بن احمد بن جديد الحسيني العلوي

هذا هو الإمام علي بن محمد بن احمد بن جديد الحسيني العلوي وقد ولد ونشأ بتريم في بيئة علمية راقية، فكان هو وأخواه عبد الله ، وعبد الملك من المبرزين في العلم والتقى والصلاح ، وقد أخذ عن علماء تر يم ومن أبرز شيوخه بحضرموت من غير العلويين الشيخ سالم بافضل .



رحلته الأولى

وقد قام برحلة طويلة عن بلده للاستزادة من المعلوم والمعارف وغيرها فأقام باليمن والحرمين والشام والعراق وغيرها ولها شيوخ فحول وأقران في كل ما ذكرناه ، قالوا أن شيوخه قد بلغوا نحو الألف .
ومنهم بعدن القاضي إبراهيم القريظي الذي أخذ كتاب المستصفى عن مؤلفه محمد بن سعيد بن معز ومنهم بمكة بقية الحفاظ أبو عبدالله محمد بن إسمعيل ابن أبي الصيف نزيل الحرمين ، وقد أجازه على الطريقة القديمة بأن يأذن الشيخ لتلميذه في التدريس وقد حدث الإمام بن جديد بمكة بالكتب الستة وأراد الاستيطان بها ولولا أن أعيان بلاده طلبوا عودته فعاد .

تخصصه :

أبو جديد هذا متبحر في العلوم العقلية والشرعية والأدبية إلى درجة أنه تصدر للردود على بعض الفرق المخالفة للمذهب السني ومنهم المعتزلة وقد تخصص في علوم الحديث والقرآن وهو من أكابر حفاظ الحديث ومفسريه .

أول من حذف السند:

وقد كان المحدثون حين يلقون أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يسندونها عن أشياخهم حتى يصلوا بها إلى رسول الله ، ولكن الشريف أبا جديد حذف السند اختصارا ويعد في اليمن أول من حذف السند وإن إشتهر غيره في بعض الأقطار بأنه أول من حذف السند .
وقد خرج أحاديث كثيرة وجمع أربعين حديثا في فضائل الأعمال كما جمع غيره من كبار المحدثين أربعين .

عودته إلى تر يم :

قلنا في ترجمة ابن أبي الحب أنه كتب له تعزية بليغة فيمن كتب إليه ، تأثر بها وكانت في أخيه عبدالله المتوفى سنة 608 وقد ترك أيتاما وله مركز علمي ووجاهة فعاد المترجم له على إثر وصولها إلى تر يم .

الاحتفاء به :

وقد احتفى به إخوانه المواطنون احتفاء كبيرا لما يعقدونه على وجوده بها من الآمال التي من أهمها شر العلوم والمعارف ، وفعلا أبدى كفاءة تامة وتصدر للعلم والإصلاح الإصلاح الاجتماعي وتخرج عليه كثير بها كما تخرج عليه كثيرون في مهاجره سيأتي ذكر بعضهم .
لقد بذل أبو الحسن هذا كل إمكانيته لنشر العلم وصنف ودرس وبذل كتبه للطلبة وقد جاء منها بكثير من الخارج ــ كل هذا قام به بالرغم من قيام الفتن والحروب بحضرموت .

رحلة أخرى :
ثم رحل هو وأخوه عبد الملك إلى اليمن إلى الشيخ العالم الصوفي مدافع ابن أحمد العيني أحد تلاميذ الشيخ الشهير

عبد القادر الجيلاني الحسني فامتزجا بالشيخ مدافع بقريته المسماة الوحيز وتزوجا ابنتيه وانتفعا به كما انتفع بهما خصوصا في الناحية العلمية والطريقة الصوفية وتوفي أخوه بها سنة 614 .

استبداد الملوك

وبينما ابو جديد مع الشيخ مدافع على عادتهما في احتساء كؤوس العلم ومزاولة العبادة إذ مر الملك المسعود بن كامل الأيوبي في طريقه للصيد بقرية الوحيز فرأى بها جمهور كبيرا فسأل عنهم فأخبر بأن فيهم رجلا عاما معتقدا من الصالحين الأخيار يعنون الشيخ مدافعا وهؤلاء من محبيه وملتمسي بركته، فقصده الملك للزيارة فكان ذلك في وقت اشتغال الشيخ با وراده وأذكاره في الصباح فقد اعتاد أن يملأ بها ما بعد صلاة الصبح إلى ان يصلي الضحى بدون أن يخاطبه أحد ، وأتفق مجيء الملك وأتباعه والشيخ على تلك الحال وخادمه يدخل ويخرج ويقول الساعة يخرج الشيخ بدون أن يشعر الشيخ بوصول الملك إليه وانتظاره ذلك الانتظار الذي طال حتى مل الأمراء وتبرموا وغضب الملك وغادر القرية ولم يقابل الشيخ بل أمر بإلقاء القبض عليه وعلى أبا جديد صهره لأنه محبب إليه وحبسهما في حصن تعز ثم أنزلهما إلى عدن ثم نفاهما إلى الهند ، فحملتهما سفينة عصفت بها الريح قرب ظفار فنزلا فيها حيث قرب ظفار فنزلا فيها حيث قابلهما الأهالي أحسن مقابلة وأخذوا عنهما وألحوا عليهما في أن يقيما بينهم فاعتذروا ووعداهم بأن ذلك ربما يكون بعد وصولهما إلى الهند ورجوعهما منها .
ثم استأنفا سفرهما إلى الهند حيث نزلا بندر دابول من الهند ، فاستقبلا من الأهالي استقبالا حسنا وظهرت وجاهتهما هناك وأخذ عنهما كثير من الطلاب حتى عادا أدراجهما بعد شهرين إلى ظفار ومكثا بها مكرمين ينشران العلم والدعوة إلى الله ، وتوفي الشيخ مدافع بها سنة 618 هـ .
أما أبو جديد فعاد إلى اليمن ينشر بها علومه وأبحاثه وقصد زبيد بصورة خاصة . ومن تلاميذه محمد بن إسماعيل الحضرمي ومحمد بن مسعود السقال والإمام ناصر الحميري والشيخ أحمد بن محمد الجندي والشيخ محمد بن إبراهيم الفشلي والإمام عمر بن علي صاحب بيت الفقيه وغيرهم .

الإقامة بمكة

أنتهي المطاف بالإمام أبي جديد إلى مكة المكرمة حيث أقام بها يحدث ويدرس ويفتي كعلم من أعلامها حتى توفي بها 620 رحمه الله .

أبو جديد والخوارج

استأنف الخوارج صولاتهم وجولاتهم في أيام أبي جديد هذا أواخر القرن السادس الهجري وأوائل السابع وبينهم وبين السنين عداء تقليدي وكانوا يحقدون عليهم و ينالونهم بأنواع الأذى . وقد استندوا إلى الغزاة الخارجيين من أمثال الزنجبيلي ثم عمر بن مهدي وقد سبق الكلام عنهم و تظافر من الداخل والخارج كما يحدثنا التاريخ على التخريب وسفك الدماء وإذاء الصالحين والعلماء . وبلغت ببعض ولاتهم الأحقاد والحماقات إلى درجة محاولة الطعن في أنساب العلويين وهم على راس أهل السنة رغما عنة صراحتها ، فضغط عليهم وكلفهم بإثباتها بالطريقة القضائية إمعانا في الإيذاء .
عند ذلك قام صاحب الترجمة بالدور الكافي لإسكات خصومهم في صراحة وتحقيق أنسابهم وأتى بالإثباتات الشرعية من العاق والحجاز إلى حضرموت فقام أئمة وعلماء حضرموت بدورهم بتأكيدها ولم يعرف منهم مخالف . والواقع أن آباء العلويين بن علوي سواء الحضارمة منهم والعراقيون والحجازيون مشهورون


بالإمامة والزعامة في عصورهم بحيث لا يمكن أن يندس بينهم أحد كما يشهد ذلك التاريخ .

أبو جديد والمؤرخون

توفرت المراجع التاريخية المعاصرة له وغير المعاصرة والحضرمية وغير الحضرمية في الترجمة لأبي جديد لعلو كعبه في العلوم والأخلاق ولذيوع شهرته وطول رحلاته ، فممن ترجم له في تواريخهم من المشاهير الجندي وابن سمرة والعواجي والملك الأفضل اليمني في العطايا السنية و عبدالله بن عمر بامخرمة في تكميل طبقات السبكي والطيب بامخرمة في قلادة النحر وصاحب المشرع وغيرهم رحمة الله عليهم أجمعين .

إرسال تعليق

0 تعليقات