(( الخَنطْ )) دكان من دون بياع في أرض الحموم
.....
يقع الدكان على تل صغير وهو المحل التجاري الوحيد في المنطقة، يرتفع الدكان عن الطريق بنحو عشرين قدماً وهو عبارة عن (طاق) مبني من حجارة المسيلة المتكورة، عليه بابٌ من الخشب لا يغلق وإنما يوصَد حتى لا تدخله السوائم والكلاب الضالة.
يحوي الدكان جميع السلع الضرورية بما في ذلك البطاريات الجافة والتبغ ومادة الكيروسين التي يستخدمها القرويون كمصدر وحيد للإضاءة .
ثمة ميزان وأوزان بمعايير الأرطال بعضها من الحديد مكتوب عليها وزنها باللغة الانجليزية والهنديةوالآخر من أحجار المسيلة الصلبة التي كتب عليها وزنها، هناك بعض القطع النقدية الفضية لـ(ماريا تريزا) التي تـزن الواحدة منهن (أونـزاً) واحداً والتي لا تستعمل للتداول كعملة بقدر ما تستخدم هنا فقط لوزن التبغ و البهارات والأشياء الدقيقة الأخرى باعتبار أن الرطل يزن منها سِتَّة عشرة قطعة ، ناهيك عن أنها تستخدم كمعيار أو كمصدر من مصادر الفضة النقية ، هناك سجل كبير أسود اللون ربط به قلم جاف. كانت الأسعار حينها ثابتة لا تتغير. فإذا ما جاء الزبون لأخذ حاجته عليه أن يضع قيمتها في صفيحة متوسطة من القصدير وضعت خصيصاً لهذا الغرض، وإن لم تتوافر لدى الزبون القيمة، عليه أن يسجل البضاعة فتكون القيمة عُهدة عليه سدادها، وإن لم يستطع الكتابة فعليه أن يتذكر جيداً ما أخذه من بضاعة ليقوم بسداد قيمتها في زيارة (سالم بن عمر) الحولية في مدينة (الشحر) التي يحرص على حضورها الجميع وتبعد الخَنطْ عن مدينة (مدينة الشحر) بما ينيف عن ثلاثمائة ميلٍ في طرق وعرة. يقوم التاجر صاحب هذا الدكان الذي لا يزور دكانه لسنوات بتحصيل المبالغ المستحقة له في سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل، أما إذا طرأ نقص على بضائعه في أي وقت فيقوم الساكنون في القرى المستفيدة بإبلاغه ليرسل ما نقص معهم عند عودتهم إلى الريف.
لا يعتمد مالك الدكان هذا على متجره بشكل كلي بل لديه مزرعة لـ(التمباك) في منطقة (عرف) الساحلية التي يراها أهم وأحوج لحضوره ورعايته الدائمة. عند نهاية هذه الزيارة الحولية يكون التاجر قد جهز جميع السلع الضرورية للعام الجديد ليرسلها إلى هناك بوساطة البدو القافلين إلى الخَنطْ بعد الزيارة والذين سبق لهم وأن سلموه غلة دكانه التي احضروها من هناك.
يحوي الدكان جميع السلع الضرورية بما في ذلك البطاريات الجافة والتبغ ومادة الكيروسين التي يستخدمها القرويون كمصدر وحيد للإضاءة .
ثمة ميزان وأوزان بمعايير الأرطال بعضها من الحديد مكتوب عليها وزنها باللغة الانجليزية والهنديةوالآخر من أحجار المسيلة الصلبة التي كتب عليها وزنها، هناك بعض القطع النقدية الفضية لـ(ماريا تريزا) التي تـزن الواحدة منهن (أونـزاً) واحداً والتي لا تستعمل للتداول كعملة بقدر ما تستخدم هنا فقط لوزن التبغ و البهارات والأشياء الدقيقة الأخرى باعتبار أن الرطل يزن منها سِتَّة عشرة قطعة ، ناهيك عن أنها تستخدم كمعيار أو كمصدر من مصادر الفضة النقية ، هناك سجل كبير أسود اللون ربط به قلم جاف. كانت الأسعار حينها ثابتة لا تتغير. فإذا ما جاء الزبون لأخذ حاجته عليه أن يضع قيمتها في صفيحة متوسطة من القصدير وضعت خصيصاً لهذا الغرض، وإن لم تتوافر لدى الزبون القيمة، عليه أن يسجل البضاعة فتكون القيمة عُهدة عليه سدادها، وإن لم يستطع الكتابة فعليه أن يتذكر جيداً ما أخذه من بضاعة ليقوم بسداد قيمتها في زيارة (سالم بن عمر) الحولية في مدينة (الشحر) التي يحرص على حضورها الجميع وتبعد الخَنطْ عن مدينة (مدينة الشحر) بما ينيف عن ثلاثمائة ميلٍ في طرق وعرة. يقوم التاجر صاحب هذا الدكان الذي لا يزور دكانه لسنوات بتحصيل المبالغ المستحقة له في سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل، أما إذا طرأ نقص على بضائعه في أي وقت فيقوم الساكنون في القرى المستفيدة بإبلاغه ليرسل ما نقص معهم عند عودتهم إلى الريف.
لا يعتمد مالك الدكان هذا على متجره بشكل كلي بل لديه مزرعة لـ(التمباك) في منطقة (عرف) الساحلية التي يراها أهم وأحوج لحضوره ورعايته الدائمة. عند نهاية هذه الزيارة الحولية يكون التاجر قد جهز جميع السلع الضرورية للعام الجديد ليرسلها إلى هناك بوساطة البدو القافلين إلى الخَنطْ بعد الزيارة والذين سبق لهم وأن سلموه غلة دكانه التي احضروها من هناك.
(من رواية الرجل الحوت)
حسين حسن السقاف
0 تعليقات