Header Ads Widget

مساحة اعلانية

م قصص الرومانسية القديمة في حضرموت

قد تكون هذه القصيدة قديمة بالنسبة للبعض منكم ولكن احببت ذكرها مع ذكر قصتها باقتضاب كونها من روائع الادب الحضرمي
وقعت احداث هذه القصة في قرية تريس بحضرموت حيث كان شاعرنا يسير برفقة صحبة له وفجأة لمحت عيناه فتاة لم يسبق
أن رأى في الجمال مثلها .. وماكان منه إلا ملازمتها بنظره كالظل
 قال الشاعر الأمير عبدالله الفيصل
بريق الوجد في عينيك أشعلت حنيني ... وعلى دربك أنّى رحت أرسلت عيوني
فطنت الفتاة إلى هذا الشاب الذي تكاد عيناه ان تزلقها .. فما كان منها إلا الإسراع في الخطى.
 لكن هذا لم يمنع شاعرنا من تعقبها بحيث لم يفطن احدأ لما جرى .. وبينما هو كذلك حتى رأها تدخل بيتنا بجوار حانوت
 وكانت بينه وبين صاحب الحانوت صداقه .. انطلق شاعرنا يسأل عن امر الفتاة فأخبره صديقه انها قدمت مع امها
من قرية بعيدة بعد وفاة والدها لتلحق بخالها الذي يعيش هنا في تريس .
 تكررت زيارات شاعرنا إلى قرية تريس وتعرف على خال الفتاة الذي مالبث أن اصبح من اعز اصدقائه
 لم يدم الأمر طويلاً حتى فاتح شاعرنا خال الفتاة برغبته في الزواج من ابنة اخته .. اخبر الخال انه يجب عليه
 ان يستشير الفتاة وأمها في هذا الموضوع .. وماهي إلا ثلاث ليال حتى اقبلت البشرى تزف خبر الموافقه
.
 لم يملك شاعرنا نفسه من الفرحه التي كادت تقتله ... ولكن الزمن أبى أن تتم الفرحة .. فماهي إلا ايام حتى قدم
 ابن عم الفتاة من مدينة الشحر لخطبة ابنة عمه وفوجيء بخبر خطبتها ... هُنا عصفت رياح لاتشتهيها السفن .
بدأت سماء المكائد والوشايات تمطر .. على أمل ان تجرف سيولها مازرع في وادي المحبة الخصيب
 فبدأت الألسن تنهش في عرض الفتاة و تشكك في اخلاقها على أمل ان يسمع شاعرنا و يغض النظر عن مشروع الزواج .
 بدأ شاعرنا يشم رائحة هذه الوشايات .. وبدأ اللمز والغمز .. يصل إلى بن زامل بأنه العشيق الذي تخونه عشيقته
 تحول مسار شاعرنا عن بيت عشيقته وبدأ الجفا والقلى .. وليس لدى الفتاة سبب مقنع لهذا التحول المفاجيء في سلوك
 خطيبها وعشيقها بن زامل .. استمر هذا الحال إلى ان ضاقت الفتاة ذرعاً وطلبت من والدتها الرحيل بعيداً عن هذه
الارض .. وكان لها ماارادت .. توجهوا الى مدينة الشحر حيث يقطن اعمامها .
 كان هذا غاية ماتمناه ابن عمها .. فقد نجحت الخطة وليس امامه منافس .. على وجه السرعة تقدم لخطبتها
ومن قهرها بمافعله حبيبها بها وافقت على الفوروتم الاتفاق على موعد الزفاف وتم ترتيب كل شيء .
 استنكر شاعرنا غياب قلبه .. فما استطاع السيطرة على مشاعره فتوجه إلى صديقه التاجريسأله من امر الفتاة
 وبث له بكل مايكابده من حرقة بسبب ماسمع وبلغه .. فما كان من التاجر إلا صرخ في وجهه بأن الفتاة
اشرف وانقى من الثوب الأبيض .. وانها مكيدة حيكت له ليبعد عنها .
 لم يصدق ابن زامل مافعل بنفسه من ظلم له و للفتاة .. فأسرع الخطى إلى مدينة الشحر وفوجيء بالزينة تزين بيت
العريس بعد أن عقد قرانها .
حاول شاعرنا امتصاص الصدمة بذلك ولكن نفسه ابت إلا الجنون
 فاستأجر بيتاً خرباً يقال له بيت الظليمي يقع في المقابل لبيت العريس وسكن بغرفة تواجه غرفة العريس .
وظل يراقب وتكاد دقات قلبه تفضحه .. وماهي إلا عشية وضحاها حتى رأى ملاكه يدخل عليه غيره
رأها في حلّة العروس فكانت أبهى واروع .. كأنه يرى الجنّه بأم عينيه .
عندما اقترب الزوج المحظوظ من الزوجة التي ماغابت صورة حبيبها الأول عن بالها ولو للحظة
وفي ظل هذا الموقف .. بدأ شاعرنا بالغناء ليخفف عن مافي قلبه كي لاينفجر من هول مايرى
وصل صوت بن زامل مع نسيم السحر يخترق ضوضاء حفل الزفاف ليستقر بأذن الفتاة
حتى وقفت بدون اي شعور تتبع الصوت إلى ان وصلت إلى النافذة وهي مشدوهه .
 رأى ذلك الموقف شاعرنا فما كان منه إلا رفع صوته بهذه الأبيات :
يقول بن زامل مساك الخير ياسيد الملاح
ياقايد الغزلان يانعسان يانجم الصباح
يامشفي المتعوب ياخرعوب يانوب الجباح
سلبت حالي هُشت عقلي يامترّف بالمساح
غليت ويش لقيت بك ليه ذا البعد ياحلو المزاح
ايش ذي جرى ؟ طال البرى ماحد سعى لي بالصلاح
اوما تخاف الله في بن زامل المسكين راح
غريب مستوحش إذا الليل اعتدل غفّل وصاح
يعجبك في بيت الظليمي لانغم بالصوت ناح
أصوات بعد أصوات فيها الموت ماقط استراح
إرحم علي ياعيطلي خلّ القواسة والمزاح
الطب طبّك يارضيض القد يانوب اللحاح
تحتك وبين ايديك بن زامل على خدّه النجاح
ماردت فيه افعله ياقمري اقمار السر باح
مافي الحياة إلا الفسح يامالي أكثر لفتساح
شفني تركت أهلي وخلاني وهاجمت الرياح
لاجلك نويت العزم والله ماعلي ايدها سماح
مازلت منك يا ابلج الغرّه ولو دونك رماح
ماغير يالاهيف لقيتك في خلق بين المياح
واحد قبض راسك بوجه الشرع ماضمّك سفاح
غصباً صبر قلبي ويرجع مثل مكسور الجناح
خيره لي الله لي ماهو علي بالفضل شاح
يعيضني يهيف بغيرك فن من غير الصياح
يفرح به الخاطر صغير السن غاية لفتراح
راعي جعيد اسود معقد من سينه المسك فاح
وحروز شاروخي وعاد اعيان قتّاله صحاح
والخشم خنجر منتصب واذا ابتسم برّاق لاح
وكعوب في الصدر حل كالسفرجل بالنجاح
من وجعهن تجيه الورد تسمع له صياح
خل الذي مثله عسى يستر ويقبل لفتصاح
في ذي وفي لخرى وعند الموت ساعة لنطراح
والعنق سوى بالحلق والسلسلة عند الوشاح
يغفر ذنوبي غافر الزلّه وغفرانه نصاح
والختم صلى الله على احمد عد مابرّاق لاح
 وعد ماقد غرّد القمري على رؤوس اللحاح
اسرع العريس إلى عروسه الواقفه ليمنعها عن ما تقوم به
فضل يجرها إليه وهي ثابته في مكانها شاخصة العينين إلى ذلك البيت القديم
ضاق العريس ذرعاً بهذا الوضع فسحب عروسه اليه بقوة
فما كانت إلا أن خرّت صريعة بين يديه .. فقد طارت روحها التي أبت إلى
ان تعيش مع روح شاعرنا .. او أن تفارق هذه الأرض المليئة بالظلم
 وفي اليوم التالي كان مع جنازة العروس رجل حب صاحب النعش وماتت روحة لفراقة ولكن علهما يلتقيان في الجنان
 قصة حب واخلاص ووفاء عاشها الحضارم الاوائل لم تكن مجرد نزوات عابرة وليست شطحات لاصحابها انما كانت بحق قصص تسير بها الركبان الى الدنياء اجمع لتحكي كيف يفعل الحب الخالص في قلوب اهلة ومنهم الحضرمي
منقول ... ....

إرسال تعليق

0 تعليقات