للحضارمة حضوه واحترام ومكانة كبيرة منذ فترات طويلة لدى المسؤلين والشعب السعودي ، لما عرف عنهم من والأمانة والعلم والجد والتفاني في العمل ومبادلة الوفاء بالوفاء لكل من مد لهم يد العون .
وفي مقالي هذا سوف أسلط الضوء على نظرة طائفة معينة من الشعب السعودي تجاه الحضارمة وهي فئة حملة القلم ، وسأقوم بسرد بعض النصوص المقتبسة من مقالات منشورة لبعض حملة القلم السعوديين من علماء دين وصحفيين واكاديمين وغيرهم ممن كتبوا بصدق عن الحضارمة في الصحف السعودية الصادرة داخل وخارج السعودية . وفي حقيقة الأمر فقد وجدت إا شديدة في اختيار الاقتباسات التي سأنشرها في مقالي هذا بسبب كثرة عدد من تحدثوا عن الحضارمة في الصحف السعودية . لذلك فقد أثرت على نفسي بعد آن قريت العشرات من المقالات التي نشرت في السنوات القليلة الماضية أن أقوم باختيار عدد منها بشكل عشوائي حرصا مني على تحقيق مبدأ العدالة لكل من كتب عن الحضارمة من حملة الأقلام السعودية ولمكانة كل واحد منهم ليس على مستوى السعودية فحسب بل على المستوى العربي والإسلامي .
هذا وقد استرسل كل من كتب عن الحضارمة قي مقاله بكلام عذب المعاني شيق المضمون صادق الوصف عكس مدى الحب الذي يكنه الشعب السعودي للحضارمة سواء المتوطنين في المملكة والحاملين لهويتها أو المقيمون فيها أو من يعيشون في الوطن الأم ( محافظة حضرموت - اليمن) أو الموجودين في بقاع المعمورة المختلفة .
فقد تحدث الإعلامي والباحث السعودي الدكتور/ عبدالرحمن الشبيلي في موضوعة بعنوان (3 أيام في بلاد الأحقاف (حضرموت)) الذي نشر بتاريخ4/3/2008م في جريدة الشرق الأوسط عن العلاقة الحميمة التي تربط الحضارمة بالسعوديين منذ تأسيس المملكة العربية السعودية ، حيث أشار " إن لحضرموت الواقعة في جنوب الجزيرة العربية موقع خاص في نفوس أهل الجزيرة خاصة والسعوديين خاصة ، فلقد كان الحضارمة أول من فتح السعوديين أعينهم على وجودهم " .
أما الكاتب معتقل المداد فقد أشار في مقالة الذي نشر في صحيفة صدق في 1/2/ 20100م بعنوان (عودة الحضارم ) إلى المكانة التاريخية لحضرموت ورجالها عبر التاريخ فقد أشار إلى " إن لحضرموت أرضا وبشرا فضلها التاريخي عبر قرون عدة ، أولها سمعتها الطيبة عند العرب والمسؤلين كافة وخاصة عند دول الجوار كالمملكة العربية السعودية والخليج " .
أما الكاتب معتقل المداد فقد أشار في مقالة الذي نشر في صحيفة صدق في 1/2/ 20100م بعنوان (عودة الحضارم ) إلى المكانة التاريخية لحضرموت ورجالها عبر التاريخ فقد أشار إلى " إن لحضرموت أرضا وبشرا فضلها التاريخي عبر قرون عدة ، أولها سمعتها الطيبة عند العرب والمسؤلين كافة وخاصة عند دول الجوار كالمملكة العربية السعودية والخليج " .
أما الكاتب والإعلامي تركي الدخيل فقد أشار في مقال له بعنوان ( قع ذرة تأكل سكر ) والذي نشر في جريدة الوطن السعودية بتاريخ21/3/2008م إلى قوة الإرادة الحضرمية في التفاعل والتأثير في المجتمع الذي يهاجرون إليه فقد قال انه " في كل مكان كان الحضارم يصلون إليه يتحولون إلى عنصر عطاء ، أنهم مجموعات مدنية تتفاعل مع المجتمع الذي تهاجر إليه ، فتتعلم تقنياته وتتعاطى مع آلياته ، وتصبح هذه المجموعات مع الوقت عنصرا فاعلا ورئيسيا ضمن منظومة هذا المجتمع الجديد"
أما الكاتب عبدالقادر كمال فقد تحدث في مقاله بعنوان ( رجال من حضرموت ) والذي نشر في جريدة الجزيرة الثقافية 29/ جمادي الأول /1431هـ . عن الأمانة التي يتصف بها الإنسان الحضرمي والكيفية الشريفة التي يبدءا بها أعماله التجارية حيث أشار إلى إن" الحضارمة لم يألفوا الدعة التي تؤدي إلى مزالق السوء بل عهدناهم في العمل مثابرين وفي الانجاز مجدين ، اتخذوا من الأمانة نهجا والأخلاق مسلكا والصدق سجية ، اتجهوا للكسب الحلال فسعوا فيه وما وسعهم السعي وحرصوا آن لا يكون كسبهم لياطا (رباء) فأعارهم الله غنى وخلطهم بناء فأصبحنا وإياهم في مجتمع واحد تواصلت في الأرحام وتألفت فيه القلوب ".
أما الكاتب عبدالقادر كمال فقد تحدث في مقاله بعنوان ( رجال من حضرموت ) والذي نشر في جريدة الجزيرة الثقافية 29/ جمادي الأول /1431هـ . عن الأمانة التي يتصف بها الإنسان الحضرمي والكيفية الشريفة التي يبدءا بها أعماله التجارية حيث أشار إلى إن" الحضارمة لم يألفوا الدعة التي تؤدي إلى مزالق السوء بل عهدناهم في العمل مثابرين وفي الانجاز مجدين ، اتخذوا من الأمانة نهجا والأخلاق مسلكا والصدق سجية ، اتجهوا للكسب الحلال فسعوا فيه وما وسعهم السعي وحرصوا آن لا يكون كسبهم لياطا (رباء) فأعارهم الله غنى وخلطهم بناء فأصبحنا وإياهم في مجتمع واحد تواصلت في الأرحام وتألفت فيه القلوب ".
أما الأستاذ/ جميل محمد علي فارسي فقد نشر مقالا في جريدة المدينة في 31/3/2008م بعنوان (بل انعم بالحضارم وأكرم ) أشار فيه وبكل إبداع إلى كيفية تجميع الحضرمي لثروته في عصرنا الراهن الذي أصبحت فيه الصفقات التجارية عند البعض لا تتم إلا عن طريق الهبشات والمغامرات حيث قال عن الحضارمة " جمعهم للمال تميز بصبر شديد فلا يؤمنون بالخطفات والهبشات ، بل يجمعونه قطرات فوق قطرات ، لم يجمعوه من التجارة فقط بل من الجدية والأمانة في التجارة" .
أما الكاتب / زهير محمد جميل كتبي فقد نشر مقالا في جريدة المدينة بتاريخ 28/4/20088م تعقيبا على فيلم هجرة الحضارمة الذي أعده رجل الأعمال الدكتور/ عبدالله مرعي بن محفوظ وبثته قناة العربية في ثلاثة أجزاء ، تحدث فيه عن أمانة وإخلاص الحضرمي مستغربا عدم التركيز عليها عند عرض الفيلم ، حيث أشار في حديثه " لم يتناول الفيلم الحديث عن أمانة الحضرمي والثقة فيه وان الكثير من التجار والصناع ورجال الأعمال في بلادنا نجد أموالهم وصناديقهم المالية يتولى إدارتها من الحضارم فالإنسان الحضرمي لا يخون ولا يغدر ولا يطغى واعتقد إن الأمانة هي أهم ركائز شخصية الحضرمي . والأمانة الحضرمية لا تكتب فقط ولكنها تعايش وكانت ومازالت الأمانة الحضرمية نورا مضيا في نفق هذه الحياة الملئ بالخيانات ".
أما الكاتب / زهير محمد جميل كتبي فقد نشر مقالا في جريدة المدينة بتاريخ 28/4/20088م تعقيبا على فيلم هجرة الحضارمة الذي أعده رجل الأعمال الدكتور/ عبدالله مرعي بن محفوظ وبثته قناة العربية في ثلاثة أجزاء ، تحدث فيه عن أمانة وإخلاص الحضرمي مستغربا عدم التركيز عليها عند عرض الفيلم ، حيث أشار في حديثه " لم يتناول الفيلم الحديث عن أمانة الحضرمي والثقة فيه وان الكثير من التجار والصناع ورجال الأعمال في بلادنا نجد أموالهم وصناديقهم المالية يتولى إدارتها من الحضارم فالإنسان الحضرمي لا يخون ولا يغدر ولا يطغى واعتقد إن الأمانة هي أهم ركائز شخصية الحضرمي . والأمانة الحضرمية لا تكتب فقط ولكنها تعايش وكانت ومازالت الأمانة الحضرمية نورا مضيا في نفق هذه الحياة الملئ بالخيانات ".
أما الشيخ الجليل د/ عائض القرني فقد كتب مقالا رائعا ومميزا في جريدة الشرق الأوسط في 28/4/ 2009م بعنوان ( الحضارم وصناعة النجاح ) أشار فيه " قصة الحضارم في صناعة النجاح يجب أن تدرس وان يتوقف معها طويلا لانها أصبحت أسطورة وظاهرة.. لقد برع الحضارم في العلم والأدب والمال والسياسة والفكر والتواضع وهمة النفس وحسن الخلق .. وارجوا من الإخوة الحضارم أن يخبرونا بكلمة السر في نجاحهم وان يدلونا على مفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم وان يرشدونا إلى البيت الذي جعلهم نجوما في العلم والاقتصاد والسياسة والأدب والفكر حتى نخبر بذلك الخاملين والنائمين والمحبطين... يحق لمدفعية المجد أن تطلق احد وعشرين طلقة احتفاء بالحضارم لانهم حققوا النجومية في عالم الطموح ".
أما الدكتورة/ تهاني سعيد الحضرمي فقد نشرت مقالا مميزا في جريدة البلاد بتاريخ 14/5/2009م بعنوان ( الحضارم صناع الحقيقة ) تعقيبا على مقال الحضارم وصناعة النجاح للشيخ د/ عائض القرني أشارت فيه بالقول انه " لا دهشة في صناعة المجد بالكفاح والجهد فأجدادنا تعلموا إن الإيمان والإرادة هما الأساس المتين في القيادة .. والكرامة بدا لا يحتمل المساومة ولا يخضع للنقصان والزيادة . إن العبقرية التي وصفها سعادة الدكتور ليست محض خيال أو بلاغة القول أو ضربا من ضروب المحال ، إنها حقيقة خالدة عبر العصور تترجم قوة الاحتمال النادرة لاناس عصاميين جعلوا من الفقر نعمة وبدلو الخوف بالحكمة وجعلوا من المهجر وطنا سيظلون بضلاله من هجيراتهم ".
أما الكاتب راشد محمد الفوزان فقد كتب مقالا في جريدة الرياض بتاريخ6/10/20099م بعنوان( ثقافة الخسارة متى نتعلمها ) وجهه في الأساس إلى الشعب السعودي وغيره من الشعوب ، وقد سرد فيه بعض الأمثلة الحضرمية الدالة على ضرورة وجود المعرفة والتخصص بالتجارة لمن يرغب بمزاولتها حيث أشار إلى أن هناك " مثل حضرمي يقول ـ إذا كان في التجارة خسارة ترك التجارة تجارة ـ وكذلك مثل أخر يقول ـ ايش عرفك ياحياك بالسناوة ـ وتفسير ذلك انك لا تعمل بما ليس لك به علم أو تخصص . أي من يقر بوجود الخسارة بعالم التجارة فخير له أن يترك التجارة لانها تصبح له تجارة ويحفظ ما تبقى له .. هذه بعض الأمثلة من الموروث الحضرمي الذي لا اخفي إعجابي الشديد بها ولا ننكر إن ببلادنا والحمد لله تجار رواد وكبار من حضرموت ونعتز بهم كثير وهم ألان أبناء من هذا الوطن " .
أما الكاتب راشد محمد الفوزان فقد كتب مقالا في جريدة الرياض بتاريخ6/10/20099م بعنوان( ثقافة الخسارة متى نتعلمها ) وجهه في الأساس إلى الشعب السعودي وغيره من الشعوب ، وقد سرد فيه بعض الأمثلة الحضرمية الدالة على ضرورة وجود المعرفة والتخصص بالتجارة لمن يرغب بمزاولتها حيث أشار إلى أن هناك " مثل حضرمي يقول ـ إذا كان في التجارة خسارة ترك التجارة تجارة ـ وكذلك مثل أخر يقول ـ ايش عرفك ياحياك بالسناوة ـ وتفسير ذلك انك لا تعمل بما ليس لك به علم أو تخصص . أي من يقر بوجود الخسارة بعالم التجارة فخير له أن يترك التجارة لانها تصبح له تجارة ويحفظ ما تبقى له .. هذه بعض الأمثلة من الموروث الحضرمي الذي لا اخفي إعجابي الشديد بها ولا ننكر إن ببلادنا والحمد لله تجار رواد وكبار من حضرموت ونعتز بهم كثير وهم ألان أبناء من هذا الوطن " .
أما الأستاذ نجيب الزامل فقد كتب مقالا بعنوان (الحضارم أساتذتي الكبار) نشر في جريدة الاقتصادية الالكترونية في 7/4/2008م تطرق فيه إلى الدور التاريخي للحضارمة في عملية نشر الإسلام في كثير من بقاع العالم ، حيث أشار " الحضارمة شعب لم يظلمهم تاريخنا العربي فقط بل ظلمهم علم الانثروبولوجيا وتاريخ المجتمعات . قاموا وحدهم بأكبر تغيير حضاري على وجه الأرض منذ التاريخ في اقصر وقت ممكن في منطقة تكاد ترسم حدودها بالمساطيرالبحرية . اثر هولاء القلة من الناس وبمعالمه أسطورية بمئات الملائين من البشر شملت مالا يقل عن ربع أمم الشرق البعيد .. ولما سألني الشيخ الدكتور/ محمد العواضي في برنامجه التلفزيوني كيف ـ اسلم مفكرون ومهنيون أجانب في الشرق بعد نقاشات جرت معك ؟ ـ قلت له أن أكون مسلما بسيطا كما علمني الحضارمة أساتذتي الكبار ..... إنهم يسيرون خارج مجتمعاتهم كتبا مفتوحة في التصرفات معادن لا تصدأ من السلوك والأخلاق .
أما الأكاديمية السعودية في جامعة الملك سعود أمل عبدا لعزيز الهزاني . فقد أشارت في مقال لها بعنوان (من يهب يملك ) نشر في صحيفة الشرق الأوسط في 26/4/2010 إلى الدور الذي لعبه رجال الأعمال الحضارمة في التأثير على جيل رجال الأعمال الحالي في السعودية ، حيث أشارت في وصفها لهذا التأثير " الشخصيات الحضرمية أثرت المجتمع السعودي بخبراتها الواسعة في دهاليز التجارة والمعاملات المالية واستفاد من خبرتها جيل من رواد الاقتصاد الذين نراهم اليوم أسماء لامعة في عالم المال والأعمال . ولم يغفل المهاجرين الحضارمة الجانب الخيري في أعمالهم فشاركوا في بناء مؤسسات ومنافع كثيرة في المملكة" .
وفي ختام مقالي هذا اشكر جميع حملة القلم في المملكة العربية السعودية الذين كتبوا عن الحضارمة وحضرموت بمصداقية ومهنية عالية ، كما أتمنى من الكتاب والأدباء والإعلاميين والأكاديميين والمهتمين في محافظة حضرموت خاصة
وفي ختام مقالي هذا اشكر جميع حملة القلم في المملكة العربية السعودية الذين كتبوا عن الحضارمة وحضرموت بمصداقية ومهنية عالية ، كما أتمنى من الكتاب والأدباء والإعلاميين والأكاديميين والمهتمين في محافظة حضرموت خاصة
الاهتمام بكتابة تاريخ حضرموت والشخصيات الحضرمية الهامة لان كثير من الكتب والأبحاث والمقالات وغيرها من المصادر تكاد تكون مكررة ومتناقلة ولا توجد فيها أي إضافات نوعية
الحضارم نموذجاً . . .
فهد بن عبد الله القاسم - - - 06/08/1427هـ
مساعدة الشباب في بدء أنشطتهم وأعمالهم التجارية والمهنية ودعمهم معنوياً وفكرياً وتطبيقياً، أمر مهم ومهمة جليلة ليست من مهام الحكومة فقط، ولكن أعتقد أنها واجب على كل رجل أعمال، فإيجاد جيل من شباب الأعمال الواعد أحد مقومات نهضة الأمة، حيث الاقتصاد والتجارة تقود العالم، والنفوذ انتقل من السياسيين إلى التجار وأصحاب المال.
أخذت اللجنة الوطنية لشباب الأعمال هذه المهمة على عاتقها، حيث تم الاتفاق على رسم برنامج لإرشاد شباب الأعمال، وبدأ فريق العمل في وضع رؤية وإطار عام لبرنامج الإرشاد ودور اللجنة فيه، وللأسف ضاع الفريق في التفاصيل، كنت أذكر الإخوان في الفريق دائما بأن نجاح البرنامج يكمن في بساطته وسهولة تطبيقه مع فعاليته، لكن هذه المعادلة الصعبة لم تكن سهلة المنال، واستعانت اللجنة بالخبراء في الإرشاد وتوجهنا إلى النموذج الغربي للإرشاد، ولكن كل ذلك لم يوجد الاتفاق بين فريق العمل على نموذج موحد، وما زال النقاش قائماً للتوصل إلى نموذج فعال وسهل التطبيق.
في رأيي أن أنجح برنامج لإرشاد شباب الأعمال سيقوم على أسس من قيمنا النابعة من ديننا كمسلمين، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، وحق المسلم على أخيه النصح له عند طلب النصيحة.. لن نجد أسسا للإرشاد أكثر تعبيراً من هذه القيم والقواعد، وهي قواعد نحتاج إلى أن نذكر أنفسنا بها مراراً وتكراراً.
البرنامج الإرشادي لشباب الأعمال الذي يمكن البناء عليه، وفي رأيي يعتبر أفضل برنامج عملي للإرشاد، هو ما طوره الحضارم على مر الزمن، فإخواننا الحضارم لديهم من حس التعاون والفزعة بعضهم مع بعض ما يتجاوز التبرع ليصبح جزءا من حضارة وتقاليد وعادات، وبالرغم من أن من لم يفعل ذلك يعتبر خارجاً عن المألوف إلا أنه يندر أن تجد من يغرد خارج السرب.
الحضارم هم من أدخل الإسلام في شرق آسيا بأخلاقهم التجارية الأصيلة وتقيدهم بقيم الإسلام الحقيقية في التعامل مع الغير، فدخل الإسلام إندونيسيا مع التجارة وغزاها إلى باقي شرق آسيا، وترحل الحضارم إلى جنوب إفريقيا وغربها، ونقلوا معهم أخلاقهم وقيمهم التي تعكس صفاء دينهم وبها أسلم من كتب لهم الهداية هناك أيضاً، لقد نقل هؤلاء صفاء الإسلام وشفافيته وعدالته وسموه إلى الآخرين عن طريق التجارة، حيث كان الترحال جزءا من الحضارة الحضرمية.
الطريف في الأمر أن هؤلاء القلة من المهاجرين أصبحوا من أنجح الناس في البلاد التي هاجروا إليها، فتجد منهم كبار التجار والوجهاء والصناعيين وحتى الوزراء، ونجاحهم في بلادنا (خاصة السابقين منهم) ملموس وملحوظ وعلى الأخص في مجال التجارة، فكثير من البيوت التجارية حضرمية الأصل والمنشأ منها على سبيل المثال العمودي وبن لادن وبقشان وبن محفوظ وغيرهم الكثير.
يحل الحضرمي في أي بقعة في العالم فيعلم عنه حضرمي مهاجر استقر في نفس البلد فيستضيفه ولا يرتاح أو يطمئن حتى يبلغ مبتغاه، وإن كان مهاجراً جديداً تبناه، فأسكنه في مسكنه أو رتب له مسكناً، ثم بحث له عن عمل، أو أقرضه مبلغاً من المال ودفعه إلى السوق، وإن كان تاجراً عرفه بالتجار الآخرين، ولا يكتفي بذلك بل يكفله ويضمنه.
برنامج الإرشاد لدى الحضارم بسيط سهل ممتنع، فالتاجر الحضرمي يدعم شباب الأعمال بتعليمه أصول الصنعة وأخلاق التجار والتواضع وخدمة الزبون وحب العمل والصبر وكيفية التعامل مع المال وصرفه.. إلخ، ويقدم له المشورة، كما يقوم اعوجاجه الفني والعلمي والأخلاقي وهو الأهم، كما أنه يقدم الشباب للآخرين بعد التأكد من بلوغه مرحلة مناسبة من الاعتماد على النفس وتجاوز مرحلة التعلم الأولى.
مهما كان برنامج الإرشاد قويا وفعالاً، حتى لو كان حضرمياً، فإنه لن يؤتي ثماره ما لم يكن الشاب طالب الإرشاد حريصاً ومجداً ومخلصاً في طلبه للإرشاد ولديه الحد الأدنى من المعرفة والعلم أو حب التعلم والجلد في طلبه، كما يجب أن يكون هناك قبول بين المرشد وطالب الإرشاد، وشباب الأعمال مطالبون ببذل الجهد في شحذ رجال الإعمال ليكونوا مرشدين لهم، والفائدة آنذاك مزدوجة لشباب الأعمال حيث تنمو ثقافة الشاب على منهج صحيح وسلوك مستقيم، والفائدة الأخرى للوطن حيث تقل الأخطاء وتوفر الجهود المهدرة وتنخفض تكاليف وخسائر التجارب السلبية لشباب الأعمال، الخاسر الوحيد من هذا المشروع هم الخطاطون لانخفاض الطلب على لوحات " المحل للتقبيل ".
في رأيي أن أنجح برنامج للإرشاد يكمن في تبني رجال الأعمال لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "، وكفى به مدرسة للإرشاد والتعليم والمشورة والمحبة.
الحضارم نموذجاً . . .
فهد بن عبد الله القاسم - - - 06/08/1427هـ
مساعدة الشباب في بدء أنشطتهم وأعمالهم التجارية والمهنية ودعمهم معنوياً وفكرياً وتطبيقياً، أمر مهم ومهمة جليلة ليست من مهام الحكومة فقط، ولكن أعتقد أنها واجب على كل رجل أعمال، فإيجاد جيل من شباب الأعمال الواعد أحد مقومات نهضة الأمة، حيث الاقتصاد والتجارة تقود العالم، والنفوذ انتقل من السياسيين إلى التجار وأصحاب المال.
أخذت اللجنة الوطنية لشباب الأعمال هذه المهمة على عاتقها، حيث تم الاتفاق على رسم برنامج لإرشاد شباب الأعمال، وبدأ فريق العمل في وضع رؤية وإطار عام لبرنامج الإرشاد ودور اللجنة فيه، وللأسف ضاع الفريق في التفاصيل، كنت أذكر الإخوان في الفريق دائما بأن نجاح البرنامج يكمن في بساطته وسهولة تطبيقه مع فعاليته، لكن هذه المعادلة الصعبة لم تكن سهلة المنال، واستعانت اللجنة بالخبراء في الإرشاد وتوجهنا إلى النموذج الغربي للإرشاد، ولكن كل ذلك لم يوجد الاتفاق بين فريق العمل على نموذج موحد، وما زال النقاش قائماً للتوصل إلى نموذج فعال وسهل التطبيق.
في رأيي أن أنجح برنامج لإرشاد شباب الأعمال سيقوم على أسس من قيمنا النابعة من ديننا كمسلمين، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، وحق المسلم على أخيه النصح له عند طلب النصيحة.. لن نجد أسسا للإرشاد أكثر تعبيراً من هذه القيم والقواعد، وهي قواعد نحتاج إلى أن نذكر أنفسنا بها مراراً وتكراراً.
البرنامج الإرشادي لشباب الأعمال الذي يمكن البناء عليه، وفي رأيي يعتبر أفضل برنامج عملي للإرشاد، هو ما طوره الحضارم على مر الزمن، فإخواننا الحضارم لديهم من حس التعاون والفزعة بعضهم مع بعض ما يتجاوز التبرع ليصبح جزءا من حضارة وتقاليد وعادات، وبالرغم من أن من لم يفعل ذلك يعتبر خارجاً عن المألوف إلا أنه يندر أن تجد من يغرد خارج السرب.
الحضارم هم من أدخل الإسلام في شرق آسيا بأخلاقهم التجارية الأصيلة وتقيدهم بقيم الإسلام الحقيقية في التعامل مع الغير، فدخل الإسلام إندونيسيا مع التجارة وغزاها إلى باقي شرق آسيا، وترحل الحضارم إلى جنوب إفريقيا وغربها، ونقلوا معهم أخلاقهم وقيمهم التي تعكس صفاء دينهم وبها أسلم من كتب لهم الهداية هناك أيضاً، لقد نقل هؤلاء صفاء الإسلام وشفافيته وعدالته وسموه إلى الآخرين عن طريق التجارة، حيث كان الترحال جزءا من الحضارة الحضرمية.
الطريف في الأمر أن هؤلاء القلة من المهاجرين أصبحوا من أنجح الناس في البلاد التي هاجروا إليها، فتجد منهم كبار التجار والوجهاء والصناعيين وحتى الوزراء، ونجاحهم في بلادنا (خاصة السابقين منهم) ملموس وملحوظ وعلى الأخص في مجال التجارة، فكثير من البيوت التجارية حضرمية الأصل والمنشأ منها على سبيل المثال العمودي وبن لادن وبقشان وبن محفوظ وغيرهم الكثير.
يحل الحضرمي في أي بقعة في العالم فيعلم عنه حضرمي مهاجر استقر في نفس البلد فيستضيفه ولا يرتاح أو يطمئن حتى يبلغ مبتغاه، وإن كان مهاجراً جديداً تبناه، فأسكنه في مسكنه أو رتب له مسكناً، ثم بحث له عن عمل، أو أقرضه مبلغاً من المال ودفعه إلى السوق، وإن كان تاجراً عرفه بالتجار الآخرين، ولا يكتفي بذلك بل يكفله ويضمنه.
برنامج الإرشاد لدى الحضارم بسيط سهل ممتنع، فالتاجر الحضرمي يدعم شباب الأعمال بتعليمه أصول الصنعة وأخلاق التجار والتواضع وخدمة الزبون وحب العمل والصبر وكيفية التعامل مع المال وصرفه.. إلخ، ويقدم له المشورة، كما يقوم اعوجاجه الفني والعلمي والأخلاقي وهو الأهم، كما أنه يقدم الشباب للآخرين بعد التأكد من بلوغه مرحلة مناسبة من الاعتماد على النفس وتجاوز مرحلة التعلم الأولى.
مهما كان برنامج الإرشاد قويا وفعالاً، حتى لو كان حضرمياً، فإنه لن يؤتي ثماره ما لم يكن الشاب طالب الإرشاد حريصاً ومجداً ومخلصاً في طلبه للإرشاد ولديه الحد الأدنى من المعرفة والعلم أو حب التعلم والجلد في طلبه، كما يجب أن يكون هناك قبول بين المرشد وطالب الإرشاد، وشباب الأعمال مطالبون ببذل الجهد في شحذ رجال الإعمال ليكونوا مرشدين لهم، والفائدة آنذاك مزدوجة لشباب الأعمال حيث تنمو ثقافة الشاب على منهج صحيح وسلوك مستقيم، والفائدة الأخرى للوطن حيث تقل الأخطاء وتوفر الجهود المهدرة وتنخفض تكاليف وخسائر التجارب السلبية لشباب الأعمال، الخاسر الوحيد من هذا المشروع هم الخطاطون لانخفاض الطلب على لوحات " المحل للتقبيل ".
في رأيي أن أنجح برنامج للإرشاد يكمن في تبني رجال الأعمال لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "، وكفى به مدرسة للإرشاد والتعليم والمشورة والمحبة.
0 تعليقات