مرعي بن عوض بن سالمين بن عبد العزيز الكثيري ( Mari Alkatiri) هو أول رئيس وزراء لجمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية بعد نيلها الاستقلال النهائي عن اندونيسيا، والذي استمر رئيسا للوزراء للفترة من مايو 2002 وحتى استقالته في 26 يونيو 2006.
ولد الكثيري في 26 نوفمبر 1949 في ديلي (Dili) بتيمور الشرقية (East Timor) لعائلة حضرمية عاشت في تيمور البرتغالية، وكان له عشرة إخوة. وينتمي الكثيري الى الجيل الثالث من عائلته الحضرمية المهاجرة في تيمور الشرقية.
في سنة 1970 سافر الكثيري بعد إنهائه دراسته الثانوية إلى أنجولا لإتمام دراسته، وعقب عودته إلى تيمور الشرقية شارك في تأسيس الجبهة الثورية لاستقلال تيمور الشرقية (FRETILIN)، وأصبح وزيرًا للشؤون السياسية بالجبهة. وبعد أن أعلنت الجبهة استقلال جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية في 28 نوفمبر 1975، سافر الكثيري إلى الخارج ضمن بعثة دبلوماسية رفيعة المستوى، وتسبب اجتياح إندونيسيا للدولة الوليدة في 7 ديسمبر 1975 في قطع طريق العودة على الكثيري ورفاقه، فأسس في العاصمة الموزمبيقية مابوتو قيادة للبعثة الخارجية في الجبهة الثورية.
اشتهر اسم مرعي الكثيري كأحد قادة استقلال تيمور الشرقية عن اندونيسيا والذي بدأت الدعوة اليه في سبيعينيات القرن الماضي، حيث خضعت تيمور الشرقية للاستعمار البرتغالي في القرن السادس عشر، وكانت تعرف بتيمور البرتغالية حتى إنهاء الاستعمار البرتغالي للبلاد. وفي أواخر عام 1975، أعلنت تيمور الشرقية استقلالها، ولكن في وقت لاحق من ذلك العام تم غزوها واحتلالها من قبل إندونيسيا وأعلنت بأنها المقاطعة الاندونيسية رقم 27 في العام التالي. في عام 1999، وبعد استفتاء تقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، تخلت اندونيسيا في عهد الرئيس الإندونيسي يوسف حبيبي عن إقليم تيمور الشرقية لتصبح أحدث دولة ذات سيادة في القرن الواحد والعشرين، حيث اعلن استقلالها يوم 20 مايو من العام 2002.
وشارك مرعي الكثيري في العديد من المفاوضات خلال الازمة التيمورية الى جانب قادة اخرى مثل غوسماو الذي اصبح رئيس الجمهورية الوليدة، وجوزيه راموس هورتا الذي اصبح الرئيس الثاني للبلاد، بينما كان السياسي علي العطاس احد أهم الشخصيات في الوفود الاندونيسية كوزير لخارجية اندونيسيا قبل ان يشغل منصبه البروفسور علوي بن شهاب.
وعرف مرعي الكثيري بدهائه السياسي وبراعته الكبيرة في المفاوضات، كما نجح عل حصول تيمور على حصتها من الموارد النفطية في البحر بين ايمور واستراليا. وللكثيري تاريخ حافل بالجهود الدبلوماسية والإعلامية لخدمة بلده أثناء فترة النضال من أجل الاستقلال، مما جعل التيموريين ينظرون اليه كبطل لا يقل مكانة عن زميليه الآخرين رئيس البلاد “غوسماو” الملقب بنيلسون مانديلا الآسيوي ووزير الخارجية الحائز على جائزة نوبل للسلام “خوزيه راموس هورتا”.
لكن يبدو ان الكثيري قد فشل في إدارة البلاد والتقريب بين وجهات النظر المختلفة وتجاوز الازمة الاقتصادية، واختلف مع غوسماو ربما بعد رفض الكثيري لمساعدات البنك الدولي المشروطة رغم حاجة البلاد إليها، وتقربه من النظام الكوبي والأنظمة اليسارية الناشئة حديثا في أميركا اللاتينية. إذ يعتقد أن غوسماو وهورتا لا يحبذان مثل هذه السياسات التي قد تضع بلادهما المتهالكة في مواجهة غضب الغرب، مما دفع قائد العسكريين المتمردين “غاستاو سالسينها” الى وصف الكثيري بأنه شخصية متعجرفة.
وقدم الكثيري استقالته من منصبه كرئيس وزراء لتيمور الشرقية في 26 يونيو 2006 بعد انطلاع اعمال شغب في مدينة ديلي قتل فيها 40 شخصا، لكن الكثيري لا يزال يحظى بمكانة مهمة في الحزب الحاكم الذي شغل منصب الامين العام فيه.
0 تعليقات